أعلم أن التوحيد المطلق : العلم والاعتراف بتفرد الرب بصفات الكمال ، والإقرار بتوحده بصفات العظمة والجلال وإفراده وحده بالعبادة وهو ثلاثة أقسام : أحدها : توحيد الأسماء والصفات : وهو اعتقاد انفراد الرب- جل جلاله- بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة ، والجلال والجمال التي لا يشاركه فيها مشارك بوجه من الوجوه ، وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه ، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من جميع الأسماء والصفات ومعانيها وأحكامها الواردة في الكتاب والسنة على الوجه اللائق بعظمته وجلاله من غير نفي لشيء منها ولا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل . ونفي ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من النقائص والعيوب ، وعن كل ما ينافي كماله . الثاني : توحيد الربوبية : بأن يعتقد أن الله هو الرب المتفرد بالخلق والرزق والتدبير الذي ربى جميع الخلق بالنعم وربيى خواص خلقه- وهم الأنبياء وأتباعهم- بالعقائد الصحيحة ، والأخلاق الجميلة ، والعلوم النافعة ، والأعمال الصالحة ، وهذه هي التربية النافعة للقلوب والأرواح المثمرة لسعادة الدارين . الثالث : توحيد الإلهية ويقال له توحيد العبادة وهو العلم والاعتراف بأن الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين ، وإفراده وحده بالعبادة كلها وإخلاص الدين لله وحده ، وهذا الأخير يستلزم القسمين الأولين ويتضمنهما ، لأن الألوهية التي هي صفة تعم أوصاف الكمال وجميع أوصاف الربوبية والعظمة ، فإنه المألوه المعبود لما له من أوصاف العظمة والجلال ، ولما أسداه إلى خلقه من الفواضل والأفضال ، فتوحده تعالى بصفات الكمال وتفرده بالربوبية يلزم منه أن لا يستحق العبادة أحد سواه . فالتوحيد هو حق الله الواجب على العبيد ، وهو أعظم أوامر الدين وأصل الأصول كلها ، وأساس الأعمال ...ومعنى كلمة التوحيد لا معبودبحق الا الله